بقلم صبحي الحرايري
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) سورة الروم الٱية٤١
هذه الٱية الكريمة تدل دلالة واضحة على أن الفساد بكل أنواعه قد استشرى واستفحل وإذا تأملنا في دلالة الفعل ظهر فإنه يدل دلالة قاطعة على أن الفساد أصبح ظاهرا واضحا نراه رأي العين في كل ما يحيط بنا وفي كل من نتعامل معهم من البشر
فقد توغل الفساد في كل شيء وأصبح سرطانا يهدد أمن البلاد والعباد ، ففي كل يوم يمر بنا بل في كل لحظة نرى ونشاهد ما يؤلمنا من مناظر البؤس التي تجعل القلب يبكي ليل نهار لما ٱلت إليه مصرنا الحبيبة من مظاهر البلطجة وضياع القيم والسلوكيات الطيبة ، فقد ذكرت مصرنا الغالية في القران الكريم بأنها بلد الأمن والأمان حيث قال -تعالى ـ:-
“ادخلوا مصر إن شاء ٱمنين ”
إن انتشار البلطجة في ربوع مصرنا الحبيبة أمر محزن ومؤلم للغاية ، وأرى أن هناك أسبابا عديدة لانتشار البلطجة بهذا الشكل الرهيب هو اختفاء دور المؤسسات التربوية :
( الأسرة- دور العبادة – المدرسة – وسائل الإعلام ـ الجامعات)
وللحد من هذه الظاهرة المريبة لابد أن يكون للدولة دور في التصدي لهذا السيل المدمر وذلك من خلال إصدار قوانين رادعة لكل من تسول له نفسه بإرهاب المواطنين وإحداث الفوضى والخروج عن المبادئ والقيم التي تربينا عليها
فلا يعود الأمن والأمان إلى وطننا الحبيب إلا إذا تضافرت كل المؤسسات التربوية من أجل محاربة الفساد بكل ألوانه وأشكاله
وإذا تأملنا الٱية التي بدأت بها كلمتي لوجدنا أن هذا الفساد قد استشرى وانتشر بهذا الشكل الرهيب
لأننا كنا سببا من أسباب هذا الوباء الخطير بسلبيتنا وعدم مواجهة هذا الفساد ، فعلى كل منا أن يواجه هذا الفساد ، فليبدأ كل إنسان منا في موقعه بالتصدي لهذا الخطر الداهم الذي يهدد أمن مصرنا الحبيبة
فليت مصر تعود كما كانت بلد الأمن والأمان والاستقرار
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ لنا مصرنا من كيد الكائدين وعبث المفسدين ويجعلها واحة للسلم والسلام وأن يبارك لنا في أبنائنا وبناتنا ويوفق حكام المسلمين لما فيه خير البلاد والعباد