كتب / صبحى الحريرى
كنا هناك وليس من رأى كمن سمع
كثر اللغط حول التجمع المصري الشعبي الحاشد في سيناء أمام مطار العريش ، وتفرغ بعضنا ” لتشويه الحدث ” من خلال وصف من وقفوا بالمأجورين ووصفهم بالراقصين على أشلاء الضحايا ووصفهم بالمنافقين عديمي الوطنية …. إلخ …. إلخ … إلخ
كنا هناك في العريش مع جموع حاشدة من أبناء الشعب المصري العظيم ، وكنا شاهدين على الحدث ، وليس من رأى كمن سمع أو كمن زيفت له الحقيقة ” لأهداف مشبوهة ” وعليه أسجل هنا ( 3 ملاحظات ) غاية في الأهمية :
اولا – كان التواجد قرب ” مطار العريش ” في سيناء لاستقبال ضيف مصر الكريم والفاعل القوي في السياسة الأوربية ، وأن تهبط طائرة على هذا المستوى الرئاسي لرئيسي مصر وفرنسا على أرض سيناء ” المصرية ” في مطار العريش ” المصري ” يعد رسالة قوية لن يفهمها سوى من يفهم معنى السيادة على الأرض ومعنى القدرة على تأمين الأرض والجو في إطار السيادة الوطنية لدولة تعرف كيف تحافظ على سيادة حدودها وتعرف كيف تكسر شوكة المتربصين بها .
ثانيا – من ” خرجوا وتحملوا مشاق السفر ” هم أناس يمثلون كافة أطياف الشعب المصري ؛ فمهنم أستاذ الجامعة ومنهم الطبيب والمعلم والمحامي والتاجر والفلاح ، ومنهم شباب الجامعة ، ومنهم بسطاء من أبناء وطننا العظيم وبديهي مع ” اختلاف الثقافات ” واختلاف طرق التعبير عن الحدث أن تحدث بعض ( التجاوزات غير المقبولة ) من البعض ، ولكن الظلم – منتهى الظلم
أن يتم تسليط الضوء على بعض ( الممارسات الشاذة ) لدى القلة باعتبار تلك الممارسات الشاذة هي كل الحقيقة ، وأن يتم توصيف الحدث بأنه ” عار على مصر ” التي ” رقصت على أشلاء الضحايا ” – ولا حول ولا قوة الا بالله – وكأن ” التنظيم ” الذي يناضل في غزة هو ( الحصن الحصين ) الذي يحمى أرواح أهلنا في فلسطين وتجمعاتنا الوطنية على الحدود هي من أوردتهم موارد التهلكة وهنا يقف القلم مدونا كلمتي ” لا تعليق !!! ”
وهنا نؤكد أن من لم يتعاطف ويبك قلبه حزنا وينزف دما على أوضاع المقهورين من أهلنا في غزة هو شخص متجرد من أبسط معاني الإنسانية والكرامة البشرية ، ولكن هل فهم من اتخذوا قرار الحرب ومغامرة ” المواجهة غير المتكافئة ” مع العدو الصهيوني الحقير هذا المغزى الأخلاقي؟!!!
ثالثا – ” مصر ورئيس دولتها وجيشها وشعبها ” هم من يتحملون وحدهم عبء المواجهة مع البطش والقهر في غزة ؛ هم من يرفضون تهجير شعب من أرضه ، وهم من يتحملون عبء الحفاظ على السيادة الوطنية ، وهم من يسعون ليل نهار لوقف إطلاق النار ، وهم من يعلنون للعالم أنه يجب وقف إطلاق النار بينما “صناع الأزمة ” هم من يرقصون على أشلاء الضحايا رافعين شعار ” تحيا فكرتنا ” وليذهب أهل غزة ونسائها وشيوخها وأطفالها إلى الجحيم !!!
- وسؤالي :
لو أغلقت مصر حدودها وتخاذل شعبها ” وطنش جيشها ” مثل غيره من شعوب وجيوش العرب هل هذا يرضي انتقادات المنتقدين ؟!!!!
- وأقول :
” أن تبذل جهدا – ولو قليلا – أفضل مليار مرة من أن تنبطح في رحاب ” ثروات بترولك ” أو في إطار ” حفلاتك وسباقات خيولك وقصورك الفارهة وبطونك المتدلية المترهلة بكل ما لذ وطاب من أشهى أنواع اللحوم وتنوعات الموائد الباذخة المستفزة !!! ” فرق كبير أن تحاول أن تعلن للعالم وأنت ” هناك في قلب الحدث ” على بعد خطوات من ساحة المأساة أنك مع المقهورين من أهلنا في فلسطين داعما ومساندا ورافضا لما يرتكب ضددهم من مجازر بشعة وبين أن يلجأ كثير من فلاسفتنا جهابذة الكوكب إلي ” لوحات هواتفهم ” انتقادا ولوما وعتابا تحت مبدأ ” يلا نهد يلا نلوم يلا نشوه يلا نوبخ ، يلا نفضح شوية المنافقين المنتفعين المأجورين الراقصين إللي راحو العريش !!! ”
- وأخيرا :
” شاء من شاء وأبى من أبى ستبقى مصر ( وحدها ) في الميدان بجيشها وشعبها ورئيسها وقوة قرارها داعمة لغزة الصامدة الأبية الصابرة وداعمة لفلسطين وشعبها المقهور بعيدا عن ” عشاق الفكرة ” وأعوانهم مستغلي صور جثث الأبرياء للرقص على أشلائها في مشهد عبثي مستفز !!! ”
وأكرر ليس من رأى كمن سمع ، وليس من كان في قلب الحدث كمن داعب لوحة هاتفه متفلسفا متدثرا بعباءة الهيافة والفراغ !!!
و دائما وأبدا – شاء من شاء وأبى من أبى – حفظ الله مصر ودائما وأبدا تحيا مصر
جريدة الحلم العربي