أعداء الفرح والسعادة..

كثير من الناس قد ينظرون إلى الجوانب الترفيهيه في أساليب ادارتهم لنوعية حياتهم بوصفها مضيعة للوقت والمال معا.وقد (يستخصرون) دفع اي قيمة ماليه في أي أنشطه ترويحيه ( فسح، سفريات، نزهه، خروجات،رحلات..الخ. معتقدين أن مايدفعوه في تلك الأنشطة.الترويحية عديم الجدوي ولا طائل من ورائه ( فلوس مرميه على الأرض) وان الامر لا يعدو كونه مجرد سفه وتضييع للأموال مثل هؤلاء الأشخاص لا يدركون أن تلك القيمة المالية المدفوعة في رحلاتهم وسفرياتهم ( كل حسب استطاعته) ماهى إلا جزء أصيل من علاجهم النفسي دون أن يعلموا، تعالوا معا نرصد سويا كم الآثار الايجابية المترتبة على اتخاذك لقرار دفعك لقيمة مالية معينه بهدف القيام برحلة ترفيهية ما او سفرك لجهة ترفيهية معينة،إن ارتيادك ومعايشتك لعوالم جديدة ومقابلة نماذج متعددة من الافراد والأماكن والأجواء يعد أحد أهم العوامل وراء انخفاض حدة شعورك بالاكتئاب لأن المكتئب غالبا ما يعاني من تكرارية ورتابة رؤيته لنفس الأماكن والأشخاص بحكم عزلته التي فرضها على نفسه إختيارا وليس اجبارا،
وبالتالي فإن خروجه من قوقعته الذاتية وكسره لجدران كهفه الصامت من خلال تواجده في تلك المحددات جديدة(اماكن اشخاص ،أنشطة) فإن كل ذلك.قد يزيد من مساحة موده ومزاجه الانبساطي ويقلل في المقابل من حدة مزاجة السوداوي( علاج نفسي طبيعي دون اجراء جلسات مدفوعة الأجر) ، ألايستحق ذلك منك المغامرةوتغيير نمط تفكيرك في أن ماتنفقه في تلك الزيارات والرحلات الترفيهية لا قيمة له، هل تعلم ماهو البديل الأصعب. هو قيامك بصرف تلك الأموال لاحقا في علاجك النفسي، كذلك من مميزات السفريات واستمتاعك برؤية أماكن جديدة تفاعلك التلقائي مع شخصيات متنوعة ومتعدده وجديدة سلوكيا ومعرفيا ومزاجيا وذهنيا، ومثل هذا التنوع في شخصيات من تتفاعل معهم ،كفيل وحده. بأن يقلل في المقابل من حدة تركيزك على نفسك ودورانك حول فلك ذاتك المزدحمه بالمآسي
وهذا من شأنه مدعاه لتخارج جزء من الانفعالات السلبية المحبوسه بداخل الأنا لكي تتفاعل هؤلاء الاخرين وكافة المحددات التفاعلية الجديده، وهذه العملية التفاعلية تزيد من اطارك المعرفي وتنوعه
وتقلل تباعا من حدة تمركزك حول ذاتك، وهذا جوهر علاج الاكتئاب، إلا يستحق الأمر بناء على ذلك من مغامرة اعادتك النظر في فكرتك عن التنزه والسفريات والرحلات والانطلاق،أما عن الميزة الثالثة والأخيرة فإن رؤيتك لأجواء وأماكن وأشخاص جديدة،قد يتم تحويله فيما بعد في ذهنك لصور وذكريات سعيدة
( قوالب ذهنية ) سرعان ماتحن وتميل إليها وقت ما تعصف بك الازمات والضغوط الواقعة عليك ، حيث يصبح اجترارك لتلك الذكريات الجميلة، بمثابة قطرة الغيث التي تقلل نسبيا من حدة جفاف وقسوة الواقع والتي تعد وقود الاكتئاب.هل لازلت بعد كل ماسبق مصمم على أن ماتنفقه من مال في زياراتك وسفرياتك وفُسَحَكْ وتنزهك وترفيهك عديمة الجدوى،إذا كنت مصمم على مافي ذهنك فأنت فعلا في حاجه لمساعدة نفسية عاجله
(روحوا عن قلوبكم قليلا) من ادبيات فن إدارة أساليب ونوعية الحياة)
ا.د فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس
جامعة عين شمس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *