(استدعاء ولي أمر) لجميع الآباء رأفة بالأبناء ـ مخلص محمود


… مخلص محمود ?

(استدعاء ولي أمر ) وجبة مسرحية دسمه بكتابة واخراج وتمثيل شباب اجتمعو على هم واحد متعدد الأوجه وهوا ( الأسرة أصل الداء )عرض يحمل جمالاً فنياً رائعاً مما يدل بأن هناك جيل مسرحي يخطو نحو مسرح هادف مسرح يبحث عن حل مشاكل لابد وأن تناقش ويعاد حساباتها من جديد وهكذا هو المسرح الذي لابد وأن يستمر بهذا الابداع الذي ظهر به هذا العرض الممتع استدعاء ولي أمر

ذلك العرض الذي يقشعر برؤيته البدن من روعة كتابة النص و دقة الحوار و أداء مجموعة من اروع الممثلين الشباب الذى لديهم قدرات خاصة فى تجسيد الشخصيات المركبة وحرصهم على ظهور باطن الشخصية ومركباتها النفسية الدقيقة ..

عرض شيق يناقش أزمة التواصل بين الأجيال ، ورغبة الكثير من الآباء فى التأثير على أبنائهم ، وصياغة أفكارهم ، بشكل يحقق استنساخ جديد من حياة الأباء ، وفى ذلك تجاهل لاختلاف الميول والطباع ، واختلاف الزمن ، والفروق الفردية بين الأشخاص ، وهو ما يؤدى فى العادة إلى صراع خفى مكتوم قد يصل فى لحظة واحدة إلى ارتكاب جريمة كبيره دون تفكير وعقلانيه

قصة تم معالجته آلاف المرات في السينما والأدب من قبل ، لكن المؤسف أن كل هذه التوعية لم تغير في سلوك بعض الآباء شيئَا.

من حيث الخوف الدائم من الوالد الذي يسخر من ولده ، ويسخر المعالج النفسي الغليظ ايضا منه ، حيث يرى والده أنه يحكي حكايات مبتذلة ومواقف تافهة ليبرر فشله ورعونته ، ويفتخر أن تربية الجد القاسية هي ما جعلته رجلًا وعليه أن يعيد الدورة مع أبنه كيفما فعل معه اباه ولاكن هناك من لا يتحمل من يكتم بداخله الي درجة تجعل  الابن مجرماً في نظر نفسه تجعله في حياة أخري بداخله أنه غير موجود وواجب عليه المغادرة وانه لم يري ما يجعله ينتظر حيث قتل أبواه بداخله ، وعاقب نفسه على أفعاله التي لم تغادر عقله ، وماذا سيكون مصيره المقعد في محطة الانتظار ، وهوا ينتظر أبًا حقيقيًا رؤوفًا بالفعل ..

الشخصيات خارج الأسرة / داخل عقل الابن يحي

هم الأطباء الثلاثة ، طبيبان يرتديان سترة شفافة ، للدلالة على عدم تمكنهم من شفاء مريض يعالج عدة اشهر وعدم فهمهم لحالته و جوانتى فردة جلد وفردة شفافة لعدم توفر الامكانيات والادوات الطبية و هكذاأ ، احدهما غليظ الطباع والآخر غير مكترث بأي شيء سوى الطعام والثرثرة ، وطبيبة رقيقة تسعى للتقرب إليه ومساعدته ، يُشبهها يحيى بالقطة الكبيرة التي حاولت إنقاذ قطة صغيرة  فأصابتها بجراح مميتة.

شخصية المشرد ، التي تبدو كمستقبل قريب ليحيى ، تتحول لصوت داخلي مسيطر حين تتحدث عن القتل وادعاء الجنون ، ربما هي عقله الذي اقترح عليه البحث عن المؤذي الأول الذي بدأ سلسة التعنيف ليقتص منه ويعاقبه ، ف الأب له أب أيضًا قام بضربه وإهانته وإذلاله فأصبح ما عليه ، وتكونت دائرة لا نهائية من العنف الأسري باسم التربية والحب .

اما عن المكياج ، ف من روعته اوقظ الوجع والالم داخل المشاهد و روح التعاطف مع الشخصيات و من اروع حالات المكياج ( ظهر يحي  المتقطع بحزام والده بضربه المتوحش ، مكياج الاب الصارم ، وايضاً مجذوب المحطة )

اما عن اعداد الموسيقي ف هذا خلق حالة من الابداع الذي وصل إلي الجمهور من توتر وحزن و تعاطفا مع البطل ..

كما نجحت الإضاءة في خلق الجو الدرامي ، فكانت من نقاط قوة العرض ..

النص لكاتب شاب هو محمد السورى، وهو صاحب أكثر من تجربة ملفتة للنظر. وله أيضا تجارب فى الإخراج مع الفرق المستقلة وعروض الـ “ميكروتياترو”. أما إخراج العرض فهو لممثل ومخرج شاب لديه رؤية ناضجة رغم أنه لايزال طالبا بمعهد الفنون المسرحية، وهو زياد هانى كمال.

حيث أن هذا المخرج الشاب ينتمى لعائلة فنية ، فوالده ممثل ومخرج قدير عرفه الجمهور من خلال شخصية أحمد الحفناوى عازف الكمان فى مسلسل “أم كلثوم”. وجده لوالدته، هو الكاتب المبدع السيد بدير، أحد أهم صناع الكوميديا فى المسرح والسينما، ومن أكثر المؤلفين غزارة وتنوعا فى الإنتاج.

 

إستطاع هذا المخرج المتميز/ زياد كمال هاني

أن يمزج بذكاء بين تقنيات السينما والمسرح، مستخدما ديكورا متحركا صممته هبة الكومى ليوحى مع إضاءة ابراهيم الفرن بالحالات النفسية التى يمر بها بطل المسرحية ، الذى يحمل اسم “يحيي”، ولعب دوره باقتدار وأداء حرفى شديد البراعة مصطفى رأفت.

بقلمي المتواضع/ مخلص محمود ?

وف الختام أتوجه بخالص الشكر لكل القائمين علي نجاح هذا العرض وعلي الرأس الفنان المبدع مدير مسرح الهناجر الذي يقام عليه مسرحية استدعاء ولي امر ، الفنان / شادي سرور كل الشكر والتقدير لكل من يدعم الأعمال الهادفة وكل من يدعم المواهب الصاعده التي تستحق ..

إستدعاء ولي أمر تجسيد مسرحى بارع لمعاناة يصعب تجاوزها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *